يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً...
عرف عن الشاعر أبو نواس أنه شاعر البذل و المجون و الخمريات ، عاصر ثلاثة من خلفاء بني العباس هارون الرشيد و ابنه الامين الذي كان نديما له و المأمون.
غير أنه و حين كبر العمر و ذهبت أيام الصبا و تباعد الاصحاب و الخلان و حن الجسم الى الطين...تذكر ابو النواس أنه رغم ما فعل فهو مسلم له رب يرجوه.. يغفر الذنب فيمحيه...فاتجه الشاعر نحو خالقه تائبا و مد يداه قائلا :
يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً.... فلقـد علمتُ بأن عـفوك أعظمُ
إن كان لا يرجـوك إلا محســــنٌ.... فبمن يـلوذ و يستجيـر المجرمُ
أدعـوك رب كما أمرتَ تـضرعـا....فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـــا.... وجـــميل عفوك ثم إني مسلمُ
و له في التوبة و الانابة ايضا :
إلهي لا تعذبني فإنّي...مقرّ بالذي قد كان منّي
يظنّ الناس بي خيراً وإنّي...لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
ويقول أيضا :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلاتقل...خلوت ولكن قل علي رقيب
فلا تحسبن الله يغفل مامضى...ولا أن ما يخفى عليه يغيب
لهونا لعمر الله حتى تتابعت...ذنوب على آثارهن ذنوب