Admin Admin
المساهمات : 66 تاريخ التسجيل : 06/07/2008 العمر : 44
![{ وفي الأرض آيات للموقنين } -1- Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: { وفي الأرض آيات للموقنين } -1- الثلاثاء أغسطس 05, 2008 10:08 am | |
| { وفي الأرض آيات للموقنين } زغلول النجار يستهل ربنا تبارك وتعالى سورة الذاريات بقسمِ منه -وهو سبحانه الغني عن القسم- وجاء القسم بعدد من آياته الكونية على أنَّ وعده لعباده وعدٌ صادق, وأن دينه الذي أنزله على فترة من الرسل, والذي أتمه في بعثة النبي والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم والذي سماه الإسلام, والذي لا يرتضي من عباده ديناً سواه لهو حقٌ واقعٌ لاشك فيه.
ثم عاود ربنا تبارك اسمه القسم مرة أخرى بالسماء ذات الحبك، على أن الناس مختلفون في أمر يوم الدين بين مكذب ومصدق, وأن المكذبين الذين شغلتهم الحياة الدنيا عن التفكير في مصيرهم بعد الموت يُصرفون عن حقيقة هذا اليوم الرهيب, ثم تعرض الآيات مصير كل من المكذبين والمصدقين بالآخرة, كما تعرض عدداً من صفات كل من الفريقين, ثم تعاود السورة في سياقها الاستدلال بعدد من الآيات الكونية الأخرى في الأرض وفي الأنفس وفي الآفاق، على أن وحي الله تعالى إلى عباده في القرآن الكريم حقٌ مطلقٌ يجب على الناس تصديقه كما يصدقون ما ينطقون هم أنفسهم به...!!!
ومن هذه الآيات الكونية التي استشهد بها الحق تبارك وتعالى على صدق وحيه في آخر رسالاته وكتبه، قوله وهو أصدق القائلين: { وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ }
فما هي آيات الله في الأرض الدالة على طلاقة قدرته, وعظيم حكمته, وإحاطة سلطانه وعلمه؟ ما هذه الآيات التي استشهد بها سبحانه وتعالى وهو الغني عن كل شهادة على صدق وحيه الذي أنزله على خاتم أنبيائه ورسله؟ هذا الوحي الذي تعهد سبحانه بحفظه فحُفِظَ على مدى أربعة عشر قرناً أو يزيد بنفس اللغة التي أوحِيَ بها(اللغة العربية), سورةً سورة, وآيةً آية, وكلمةً كلمة, وحرفاً حرفا, دون أدنى زيادة أو نقصان. وهذا وحده من أعظم الشهادات على صدق القرآن الكريم وإعجازه, وعلى أنه كلام الله الخالق, وعلى صدق الصادق الأمين الذي تلقّاه عن ربه, وعلى صدق نبوَّته ورسالته صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من تَبِع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
الدلالة اللغوية لألفاظ الآية الكريمة
﴿الأَرْضِ﴾ في اللغة العربية اسم جنس للكوكب الذي نحيا عليه, تمييزاً له عن بقية الكون, والذي يجمع تحت اسم السماوات أو السماء, ولفظة ﴿الأَرْضِ﴾ مؤنثة, والأصل أن يقال لها (أرضة) والجمع (أرضات) و (أرضون) بفتح الراء أو بتسكينها, وقد تُجمع على(أروض) و(آراض), ولفظة (الأراضي) تستخدم على غير قياس.
ويعبر(بالأرض) عن أسفل الشيء, كما يعبر بالسماء عن أعلاه, فكل ما سَفُلَ فهو(أرض), وكل ما علا فهو سماء, ويقال: (أرض أريضة) أي حسنة النبت, زكية بيِّنة الزكاء أو(الأراضة), كما يقال تأرض) النبت بمعنى تمكن على الأرض فكثر, و(تأرض) الجدي إذا تناول نبت (الأرض), ويقال أيضاً: (الأرض النفضة) و(الأرض الرعدة) أي التي تنتفض وترتعد أثناء حدوث الهزات الأرضية والثورانات البركانية.
و(الأَرَضَة) بفتحتين: دودة(دويبة) تأكل الخشب, يقال أَرَضَت) الأخشاب(تُؤْرَض)(أرضاً) فهي (مأروضة) إذا أكلتها(الأَرَضَة), ولم تسمِّ العرب فاعلاً لهذا الفعل.
الأرض في القرآن الكريم
جاء ذكر الأرض في أربعمائة وواحد وستين (461) موضعاً من كتاب الله, منها ما يشير إلى الأرض ككل في مقابلة السماء, ومنها ما يشير إلى اليابسة التي نحيا عليها كلها, أو إلى جزء منها, (واليابسة هي جزء من الغلاف الصخري للأرض، وهي كتل القارات السبع المعروفة والجزر المحيطية العديدة), ومنها ما يشير إلى التربة التي تغطي صخور الغلاف الصخري للأرض.
وفي هذه الآيات إشاراتٌ إلى العديد من الحقائق العلمية عن الأرض، والتي يمكن تبويبها بإيجازٍ على النحو التالي:
(1) آياتٌ تأمر الإنسان بالسَّير في الأرض, والنظر في كيفية بدء الخلق, وهي أساس المنهجية العلمية في دراسة علوم الأرض.
(2) آياتٌ تشير إلى شكل وحركات وأصل الأرض, منها ما يصف كروية الأرض, ومنها ما يشير إلى دورانها, ومنها ما يؤكد على عِظَمِ مواقع النجوم منها, أو على حقيقة اتساع الكون و(الأرض جزء منه), أو على بدء الكون بجرم واحد (مرحلة الرتق), ثم انفجار ذلك الجرم الأول (مرحلة الفتق), أو على بدء خلق كل من الأرض والسماء من دخان, أو على انتشار المادة بين السماء والأرض (المادة بين الكواكب وبين النجوم وبين المجرات), أو على تطابق كل من السماوات والأرض (أي تطابق الكون).
(3) آيةٌ قرآنيةٌ واحدةٌ تؤكد أن كل الحديد في كوكبنا الأرض قد أنزل إليها من السماء إنزالاً حقيقياً.
(4) آيةٌ قرآنيةٌ تؤكد حقيقة أن الأرض ذات صدع, وهي من الصفات الأساسية لكوكبنا.
(5) آياتٌ قرآنيةٌ تتحدث عن عددٍ من الظواهر البحرية المهمة، من مثل ظلمات البحار والمحيطات (ودور الأمواج الداخلية والسطحية في تكوينها), وتسجير بعض هذه القيعان بحرارة عالية, وتمايز المياه فيها إلى كتل متجاورة لا تختلط اختلاطاً كاملاً, نظراً لوجود حواجز أفقية ورأسية غير مرئية تفصل بينها, ويتأكد هذا الفصل بين الكتل المائية بصورة أوضح في حالة التقاء كل من المياه العذبة والمالحة عند مصاب الأنهار, مع وجوده بين مياه البحر الواحد أو بين مياه البحار المتصلة ببعضها البعض.
(6) آياتٌ قرآنيةٌ تتحدث عن الجبال, منها ما يصفها بأنها أوتاد, وبذلك يصف كلاً من الشكل الخارجي (الذي على ضخامته يمثل الجزء الأصغر من الجبل) والامتداد الداخلي (الذي يشكل غالبية جسم الجبل), كما يصف وظيفته الأساسية في تثبيت الغلاف الصخري للأرض, وفي اتزان دورانها حول محورها, وتتأكد هذه الوظيفة في اثنتين وعشرين آية أخرى وردت بها. كذلك إشارات إلى عدد من الوظائف والصفات الإضافية للجبال من مثل دورانها مع الأرض, أو تكوينها من صخور متباينة في الألوان والأشكال والهيئة. أو دورها في إنزال المطر, وتغذية الأنهار, وشق الأودية والفجاج أو في جريان السيول.
(7) آياتٌ قرآنيةٌ تشير إلى نشأة كل من الغلافين المائي والهوائي للأرض, وذلك بإخراج مكوناتهما من باطن الأرض, أو تصف الطبيعة الرجعية لغلافها الغازي, أو تؤكد حقيقة ظلام الفضاء الكوني الخارجي, أو على تناقص الضغط الجوي مع الارتفاع عن سطح الأرض, أو على تبادل الليل والنهار, وعلى رقة طبقة النهار حول نصف الأرض المواجهة للشمس, أو على أن ليل الأرض كان في بدء خلقها مضاء كنهارها, ثم محو ضوئه.
( آياتٌ تشير إلى رقة الغلاف الصخري للأرض, وإلى تسوية سطحه وتمهيده وشق الفجاج والسبل فيه, وإلى تناقص الأرض من أطرافها.
(9) آياتٌ تؤكد إسكان ماء المطر في الأرض مما يشير إلى دورة المياه حول الأرض وفي داخل صخورها, أو تؤكد علاقة الحياة بالماء, أو تلمح إلى إمكانية تصنيف الكائنات الحية.
(10) آياتٌ تؤكد أن عملية الخلق قد تمت على مراحل متعاقبة عبر فترات زمنية طويلة.
(11) آياتٌ قرآنيةٌ تصف نهاية كل من الأرض والسماوات وما فيهما(أي الكون كله) بعملية معاكسة لعملية الخلق الأول كما تصف إعادة خلقهما من جديد, أرضاً غير الأرض الحالية وسماوات غير السماوات القائمة.
هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة للإنسان قبل هذا القرن, بل إن الكثير منها لم يتوصل الإنسان إليه إلا في العقود القليلة المتأخرة منه، عبر جهودٍ مضنيةٍ, وتحليلٍ دقيقٍ لكمٍ هائلٍ من الملاحظات والتجارب العلمية في مختلف جنبات الجزء المُدْرَكِ من الكون, وأن السبق القرآني في الإشارة إلى مثل هذه الحقائق بأسلوب يبلغ منتهى الدقة العلمية واللغوية في التعبير, والإحاطة والشمول في الدلالة ليؤكد جانباً مهماً من جوانب الإعجاز في كتاب الله, وهو جانب الإعجاز العلمي, ومع تسليمنا بأن القرآن الكريم معجز في كل أمر من أموره, إلا أن الإعجاز العلمي يبقى من أنجح أساليب الدعوة إلى الله في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه.
ومن هنا تتضح أهمية القرآن الكريم في هداية البشرية في زمن هي أحوج ما تكون إلى الهداية الربانية. كما تتضح أهمية دراسات الإعجاز العلمي في كتاب الله مهما تعددت تلك المجالات العلمية, وذلك لأن ثبات صدق الإشارات القرآنية في القضايا الكونية من مثل إشاراته إلى عدد من حقائق علوم الأرض, وهي من الأمور المادية الملموسة التي يمكن للعلماء التجريبيين إثباتها لأدعي إلى التسليم بحقائق القرآن الأخرى خاصة ما يرد منها في مجال القضايا الغيبية والسلوكية (من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات) والتي تمثل ركائز الدين, ولا سبيل للإنسان في الوصول إلى قواعد سليمة لها وإلى ضوابط صحيحة فيها، إلا عن طريق بيان رباني خالص لا يداخله أدنى قدر من التصوُّر البشري.انظر موقع طريق الاسلام http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=573 | |
|
مينا
![مينا](https://2img.net/u/4011/62/09/57/avatars/10-88.jpg)
المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 18/07/2008
![{ وفي الأرض آيات للموقنين } -1- Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: رد: { وفي الأرض آيات للموقنين } -1- الثلاثاء أغسطس 05, 2008 10:35 am | |
| | |
|
ابراهيم الحسن
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
![{ وفي الأرض آيات للموقنين } -1- Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: رد: { وفي الأرض آيات للموقنين } -1- الإثنين أغسطس 25, 2008 7:53 am | |
| شكرا اخي الادمن مقال اكثر من رائع بارك الله فيك | |
|