منتدانا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


خاص بالرقائق و الخواطر الايمانية..........
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» سيأتي يوم ينظر الجميع لإسمك ليجدوا بجانبه ( غير متصل )Off line
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 23, 2008 12:11 am من طرف مينا

» كتب عمر بن الخطاب في أخت../ من سيرة عمر بن عبد العزيز.
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2008 3:35 pm من طرف Admin

» وقفات مع سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2008 3:27 pm من طرف Admin

» مرحبا بك رمضان
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:52 pm من طرف Admin

» مرحبا بك رمضان
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:51 pm من طرف Admin

» كتب الكترونية جاهزة للتحميل
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:48 pm من طرف Admin

» رمضان..... عبادة دينية أم .....عرف وعادة؟
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 26, 2008 9:43 am من طرف Admin

» { وفي الأرض آيات للموقنين } -1-
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2008 7:53 am من طرف ابراهيم الحسن

» قيل في الصبر
الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالخميس أغسطس 21, 2008 5:08 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
صلاح الإسلام
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 
مينا
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 
Admin
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 
ناصر الدين
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 
ماءالعينين
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 
ابراهيم الحسن
الخوف و الرجاء Vote_rcapالخوف و الرجاء Voting_barالخوف و الرجاء Vote_lcap 

 

 الخوف و الرجاء

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
العمر : 44

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالإثنين يوليو 14, 2008 2:54 pm

هل تخاف الله هل تخاف وعيده هل تخاف يوم تعرض أمامه فينظر الى خطاياك و أثامك و ذنوبك و معاصيك ؟
متى تخاف الله ؟ هل حين تعصيه تستحضر وجوده فبالأحرى تخافه.
كيف لوقع النار و سماع ذكرها في نفسك هل يقشعر بدنك حين تسمع لما قال الله و قال رسوله في وصف جهنم و وصف النار و في وصف عذاب القبر..............؟
لا يخاف الله إلا مؤمن " فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين " ولمن يخاف الله جائزة " و لمن خاف مقام ربه جنتان "
بالمقابل هل ترجوا رحمة الله و غفرانه ؟ هل ترى أن يوم الحساب هو يوم حصاد زين فعالك؟ هل يصل حد مأمنك من مكر الله الى حد اليقين؟.
بين الخوف من مكر الله و من عقابه و وعيده و بين الرجاء في رحمته و غفرانه يقف المرء المسلم إما ان يغالب أحدهما على الأخر او يناصف بينهما
-----------------------------------------------------------------
درس " الخوف من موقع مشكاة الاسلام "
الخـوف

محمد بن إبراهيم الحمد


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن منزلة الخوف من أجلِّ منازل العبودية، وأنفعها، وهي فرض على كل أحد.
قال الله – تعالى -: ( فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [آل عمران: 175]، وقال: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن: 46].


تعريف الخوف:
1- قيل: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.
2- وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام.
3- وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
4- وقيل: الخوف غمّ يلحق النفس؛ لتوقع مكروه.


أقوال في الخوف:
1- قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله - عز وجل - فإنك إذا خفته هربت إليه.
فالخائف من ربه هارب إليه.
2- وقال أبو سليمان: ما فارق الخوف قلباً إلا خرب.
3- وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها.
4- وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُلْ عنهم الخوف؛ فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق.


الخوف المحمود:
الخوف المحمود الصادق: هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله - عز وجل - فإذا تجاوز ذلك خِيْفَ منه اليأس والقنوط.
قال أبو عثمان الحِيْري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهـراً، وباطناً.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.


الخوف الواجب والخوف المستحب:
الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات، وترك المحرمات.
والخوف المستحب: هو ما حمل على فعل المستحبات، وترك المكروهات.


الجمع بين الخوف والرجاء والحب:
لا بدّ للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة؛ لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج؛ فهم لا يجمعون إليه الحبَّ والرجاء؛ ولهذا لا يجدون للعبادة لذة، ولا إليها رغبة، فيجعلون الخالق بمنزلة سلطان جائر.
وهذا يورث اليأس والقنوط من رحمة الله، وغايـتـُه إساءةُ الظن بالله، والكفر به - سبحانه -.
وعبادة الله بالرجاء وحده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور والأماني الباطلة، وترك العملِ الصالحِ، وغايـتُـه الخروجُ من الملة.
وعبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون: نعبد الله لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، وإنما حبَّـاً لذاته.
وهذه طريقة فاسدة، ولها آثار وخيمة، منها الأمن من مكر الله، وغايتُه الزندقةُ، والخروج من الدين.
ولهذا قال السلف - رحمهم الله - كلمة مشهورة وهي: " مَنْ عبدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروريٌ - أي خارجي - ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحِّد ".
قال ابن القيم - رحمه الله -: " القلب في سيره إلى الله - عز وجل - بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف، والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّـدُ الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر ".


أيهما يُغلَّب: الخوف أم الرجاء؟
قال ابن القيم - رحمه الله -: " السلف استحبوا أن يُقَوِّي في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره.
وقال: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ.
وقال غيره: أكمل الأحوال اعتدال الرجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبة هي المرْكَبُ، والرجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه ".


أقسام الخوف:
1- خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته.
فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله - عز وجل - وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد.
ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود - عليه السلام - الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هودًا بآلهتهم فقالوا: ( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) [هود: 54].
وكحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذبًا.
وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله.
وكذا إذا أصاب أحدًا منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى. (*)


2- الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات، ومقامات، وأقسام - كما مضى ذكره قبل قليل -.


3- الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس.
وكحال من يفر من الزحف؛ خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم، ولكنه لا يصل إلى الشرك.


4- الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع، أو عدوٍّ، أو هدم، أو غرق، ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري؛ فهذا لا يُذَمُّ، وهو الذي ذكره الله عن موسى - عليه السلام - في قوله - عز وجل -: ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ ) [القصص: 21]، وقوله: ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) [طه: 67].
ويدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العـدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خـوف طبيعـي، ويحـمد إذا حمـل صـاحـبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويذم إذا رجع به إلى الانهزام وترْكِ الإقدام.


5- الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً؛ فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجبن؛ فهو من الأخلاق الرذيلة.
ولهذا كان الإيمان التام، والتوكل الصحيح، أعظمَ ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعة؛ فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله.
ولهذا فإن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً وطمأنينة؛ لقوة إيمانهم، ولسلامة يقينهم، وكمال توكلهم ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) [آل عمران: 173 - 174]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


ـــــــــــــ
(*) انظر: مدارج السالكين 1/507 ـ ،513 وشروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ).

15/4/1425هـ


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الرجاء .............يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imaniyat.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
العمر : 44

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالإثنين يوليو 14, 2008 2:58 pm

من كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي :
شطر الرجاء:
واعلم‏:‏ أن الرجاء من جملة مقامات السالكين وأحوال الطالبين، وإنما يسمى الوصف مقاماً إذا ثبت وأقام، فإن كان عارضاً سريع الزوال سمى حالاً، كما أن الصفرة تنقسم إلى ثابتة، كصفرة الذهب، وإلى سريعة، كصفرة الوجل، وإلى ما بينهما كصفرة المرض، وكذلك صفات القلب تنقسم إلى هذه الأقسام، وإنما سمى غير الثابت حالاً، لأنه يحول عن القلب‏.‏

واعلم‏:‏ أن كل ما يلاقيك من محبوب أو مكروه ينقسم إلى موجود في الحال وإلى موجود فيما مضى‏.‏

فالأول‏:‏ يسمى وجداً وذوقاً وإدراكاً‏.‏

والثانى‏:‏ يسمى ذكراً وإن كان قد خطر ببالك شئ في الاستقبال، وغلب على قلبك، سمى انتظاراً وتوقعاً، فإن كان المنتظر محبوباً، سمى رجاء، وإن كان مكروهاً، سمى خوفاً‏.‏
للمزيد :http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=250&CID=32#s14

فالرجاء‏:‏ هو ارتياح لانتظار ما هو محبوب عنده، ولكن ذلك المتوقع لابد له من سبب حاصل، فإن لم يكن السبب معلوم الوجود ولا معلوم الانتفاء، سمى تمنياً، لأنه انتظار من غير سبب، ولا يطلق اسم الرجاء والخوف إلا على ما يتردد فيه، فأما ما يقطع به فلا، إذ لا يقال‏:‏ أرجو طلوع الشمس وأخاف غروبها، لأن ذلك مقطوع به عند طلوعها وغروبها، ولكن يقال‏:‏ أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه‏.‏

وقد علم أرباب القلوب أن الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تنقية الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار ومساقى الماء إليها‏.‏

وإن القلب المستغرق بالدنيا، كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر‏.‏

ويوم القيامة هو يوم الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر الإيمان، وقل أن ينفع مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينمو البذر فى الأرض السبخة‏.‏

فينبغي أن يقاس رجاء العبد المغفرة برجاء صاحب الزرع، فكل من طلب أرضاً طيبة، وألقى فيها بذراً جيداً غير مسوس ولا عفن، ثم ساق إليها الماء فى أوقات الحاجة، ونقَّى الأرض من الشوك والحشيش وما يفسد الزرع، ثم جلس ينتظر من فضل الله تعالى دفع الصواعق والآفات المفسدة، إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، فهذا يسمى انتظاره رجاء‏.‏

فأما إن بذر فى أرض سبخة صلبة مرتفعة لا يصل إليها الماء ولم يتعاهدها أصلاً، ثم انتظر الحصاد، فهذا يسمى انتظاره حمقاً وغروراً، لا رجاء‏.‏

وإن بث البذر فى أرض طيبة، ولكن لا ماء لها، وأخذ ينتظر مياه الأمطار،سمى انتظاره تمنياً لا رجاء‏.‏

فإذن اسم الرجاء إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد، ولم يبق إلا ما ليس إلى اختياره، وهو فضل الله سبحانه، بصرف الموانع المفسدات، فالعبد إذا بث بذر الإيمان، وسقاه ماء الطاعات، وطهر القلب من شوك الأخلاق الرديئة، وانتظر من فضل الله تعالى تثبيته على ذلك إلى الموت، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره لذلك رجاءً محموداً باعثاً على المواظبة على الطاعات والقيام بمقتضى الإيمان إلى الموت، وإن قطع بذر الإيمان عن تعهده بماء الطاعات أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق، وانهمك فى طلب لذات الدنيا، ثم انتظر المغفرة، كان ذك حمقاً وغروراً ‏.‏ قال الله تعالى ‏:‏‏{‏فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 169‏]‏ وذم القائل ‏:‏‏{‏ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيراً منها منقلبا‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 36‏]‏‏.‏

وروى شداد بن أوس، قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏‏"‏ الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل الأماني‏"‏ ‏(‏

وقال معروف الكرخى رحمه الله ‏:‏ رجاؤك لرحمة من لا تطيعه خذلان وحمق، ولذلك

قال الله تعالى ‏:‏‏{‏إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 218‏]‏‏.‏المعنى‏:‏ أولئك الذين يستحقون أن يرجوا، ولم يرد به تخصيص وجود الرجاء، لأن غيرهم أيضاً قد يرجو ذلك‏.‏

واعلم‏:‏ أن الرجاء محمود، لأنه باعث على العمل، واليأس مذموم، لأنه صارف عن العمل، إذ من عرف أن الأرض سبخة، وأن الماء مغور، وأن البذر لا ينبت، ترك تفقد الأرض، ولم يتعب فى تعاهدها‏.‏

وأما الخوف، فليس بضد الرجاء، بل رفيق له، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى‏.‏

وحال الرجاء يورث طريق المجاهدة بالأعمال، والمواظبة على الطاعات كيفما تقلبت الأحوال، ومن آثاره التلذذ بدوام الإقبال على الله عز وجل، والتنعم بمناجاته، والتلطف فى التملق له، فإن هذه الأحوال لابد أن تظهر على كل من يرجو ملكاً من الملوك، أو شخصاً من الأشخاص، فكيف لا يظهر ذلك فى حق الله سبحانه وتعال‏؟‏ فمتى لم يظهر، استدل به على حرمان مقام الرجاء، فمن رجا أن يكون مراداً بالخير من غير هذه العلامات، فهو مغرور‏.‏

1ـ فصل في فضيلة الرجاء

روى فى “ الصحيحين” من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ قال الله عز وجل‏:‏ أنا عند ظن عبدى بي وفى رواية أخرى ‏"‏ فليظن بى ما شاء‏"‏‏.‏

وفى حديث آخر من رواية مسلم‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله‏"‏‏.‏

وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام‏:‏ أحبنى، وأحب من يحبنى، وحببنى إلى خلقي‏.‏ قال‏:‏ يارب‏:‏ كيف أحببك إلى خلقك‏؟‏ قال‏:‏ اذكرني بالحسن الجميل، واذكر آلائي وإحساني‏.‏

وعن مجاهد رحمه الله قال‏:‏ يؤمر بالعبد يوم القيامة إلى النار، فيقول‏:‏ ما كان هذا ظني فيقول‏:‏ ما كان ظنك‏؟‏ فيقول‏:‏ أن تغفر لى، فيقول‏:‏ خلو سبيله‏.‏

2ـ فصل في دواء الرجاء والسبب الذي يحصل به

اعلم‏:‏ أن دواء الرجاء يحتاج إليه رجلان‏:‏

إما رجل قد غلب عليه اليأس حتى ترك العبادة‏.‏

وإما رجل غلب عليه الخوف حتى أضر بنفسه وأهله‏.‏

فأما العاصي المغرور المتمني على الله مع الإعراض عن العبادة، فلا ينبغي أن يستعمل فى حقه إلا أدوية الخوف، فإن أدوية الرجاء تقلب فى حقه سموماً، كما أن العسل شفاء لمن غلبت عليه البرودة، مضر لمن غلبت عليه الحرارة‏.‏

ولهذا يجب أن يكون واعظ الناس متلطفاً، ناظراً إلى مواضع العلل، معالجاً كل علة بما يليق بها، وهذا الزمان لا ينبغي أن يستعمل فيه مع الخلق أسباب الرجاء، بل المبالغة فى التخويف، وإنما يذكر الواعظ فضيلة أسباب الرجاء إذا كان مقصوده استمالة القلوب إليه، لإصلاح المرضى‏.‏

وقد قال على رضى الله عنه‏:‏ إنما العالم الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم مكر الله‏.‏

إذا عرفت هذا، فاعلم أن من أسباب الرجاء، ما هو من طريق الاعتبار، ومنها ما هو من طريق الأخبار‏.‏

أما الاعتبار، فهو أن يتأمل جميع ما ذكرناه من أصناف النعم فى كتاب الشكر، فإذا علم لطائف الله تعالى بعباده فى الدنيا، وعجائب حكمته التي راعاها فى فطرة الإنسان، وأن لطفه الإلهي لم يقصر عن عباده فى دقائق مصالحهم فى الدنيا، ولم يرض أن تفوتهم الزيادات فى الرتبة، فكيف يرضى سياقتهم إلى الهلاك المؤبد‏؟‏‏!‏ فإن من لطف فى الدنيا يلطف فى الآخرة، لأن مدبر الدارين واحد‏.‏

وأما استقراء الآيات والأخبار، فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 53‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 4‏]‏‏.‏

وأخبر تعالى أنه أعد النار لأعدائه، وإنما خوف بها أولياءه، فقال‏:‏ ‏{‏لهم من فوقهم ظلل من النار، ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 16‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واتقوا النار التي أعدت للكافرين‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 131‏]‏‏.‏ وقال‏:‏‏{‏فأنذرتكم ناراً تلظى* لا يصلاها إلا الأشقى* الذي كذب وتولى‏}‏ ‏[‏الليل‏:‏ 14-16‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم‏}‏ ‏[‏ الرعد‏:‏ 6‏]‏‏.‏

ومن الأخبار ما روى أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول‏:‏ “إن إبليس قال لربه عز وجل‏:‏ بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوى بنى آدم ما دامت الأروح فيهم‏.‏ فقال الله عز وجل‏:‏ فبعزتي وجلالى، لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ‏(1)‏‏.‏

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون فيغفر لهم” رواه مسلم‏.‏

وفى “الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ سدودا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخل أحداً الجنة عمله، قالوا‏:‏ ولا أنت يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله منه برحمته”‏.‏

وفى “الصحيحين” من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ يقول الله عزل وجل يوم القيامة‏:‏ يا آدم‏:‏ قم فابعث بعث النار فيقول‏:‏ لبيك وسعديك والخير فى يديك‏.‏ يارب‏:‏ وما بعث النار‏؟‏ قال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ يشيب المولود، ‏{‏وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏2‏]‏‏.‏ فشق ذلك على الناس، حتى تغيرت وجوههم، وقالوا‏:‏ يارسول الله‏!‏ وأينا ذلك الواحد‏؟‏ فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد” فقال الناس، حتى تغيرت وجوهم، وقالوا‏:‏ يارسول الله‏!‏ وأينا ذلك الواحد‏؟‏ فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ الله أكبر‏.‏ فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “ والله إنى لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة‏.‏ والله إنى لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إنى لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة‏.‏ فكبر الناس، فقال‏:‏ “ ما أنتم يومئذ فى الناس إلا كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء فى الثور الأبيض”‏.‏

فانظر كيف جاء بالتخويف، فلما أزعج جاء باللطف، ومتى اطمأنت القلوب إلى الهوى، فينبغي أن تزعج فإذا اشتد قلقها، ينبغي أن تسكن ليعتدل الأمر‏.‏

وقال ابن مسعود رضى الله عنه‏:‏ ليغفر الله عز وجل يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر‏.‏

وروى أن مجوسياً استضاف إبراهيم الخليل عليه السلام فلم يضفه وقال‏:‏ إن أسلمت، أضفتك، فأوحى الله تعالى إليه‏:‏ يا إبراهيم منذ تسعين سنة أطعمه على كفره فسعى إبراهيم عليه السلام خلفه، فرده وأخبره فى الحال، فتعجب من لطف الله تعالى‏.‏ فأسلم‏.‏

فهذه الأسباب التي تجتلب بها روح الرجاء إلى قلوب الخائفين واليائسين‏.‏ فأما الحمقى المغرورون، فلا ينبغي أن يسمعوا شيئاً من ذلك، بل يسمعون ما سنورده فى أسباب الخوف، فإن أكثر الناس لا يصلحون إلا على ذلك، كعبد السوء الذي لا يستقيم إلا بالعصا‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imaniyat.yoo7.com
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 16, 2008 9:14 am

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مينا

مينا


المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 18/07/2008

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأحد يوليو 20, 2008 10:42 am

جزاك الله كل الخير
مشكور
Exclamation Exclamation تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر الدين

ناصر الدين


المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 13/07/2008
العمر : 28

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأحد يوليو 20, 2008 4:17 pm

شكرا على هذا المختصر وتقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin



المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
العمر : 44

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأحد يوليو 20, 2008 4:43 pm

قيل في الخوف
قال يحيى بن معاذ : مسكين إبن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لدخل الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imaniyat.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
العمر : 44

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالأحد يوليو 20, 2008 4:45 pm

وقيل :
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت****ولم تخف سوء مايأتي به القدر
و سالمتك الليالي فاغتترت بها ****وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imaniyat.yoo7.com
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

الخوف و الرجاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف و الرجاء   الخوف و الرجاء I_icon_minitimeالسبت يوليو 26, 2008 4:37 pm

جزاك الله خيرا على هذه الإضافة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخوف و الرجاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدانا :: كلمات مضيئة-
انتقل الى: