منتدانا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


خاص بالرقائق و الخواطر الايمانية..........
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» سيأتي يوم ينظر الجميع لإسمك ليجدوا بجانبه ( غير متصل )Off line
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 23, 2008 12:11 am من طرف مينا

» كتب عمر بن الخطاب في أخت../ من سيرة عمر بن عبد العزيز.
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2008 3:35 pm من طرف Admin

» وقفات مع سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 05, 2008 3:27 pm من طرف Admin

» مرحبا بك رمضان
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:52 pm من طرف Admin

» مرحبا بك رمضان
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:51 pm من طرف Admin

» كتب الكترونية جاهزة للتحميل
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 29, 2008 2:48 pm من طرف Admin

» رمضان..... عبادة دينية أم .....عرف وعادة؟
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 26, 2008 9:43 am من طرف Admin

» { وفي الأرض آيات للموقنين } -1-
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2008 7:53 am من طرف ابراهيم الحسن

» قيل في الصبر
صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالخميس أغسطس 21, 2008 5:08 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
صلاح الإسلام
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 
مينا
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 
Admin
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 
ناصر الدين
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 
ماءالعينين
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 
ابراهيم الحسن
صور من حياة التابعين Vote_rcapصور من حياة التابعين Voting_barصور من حياة التابعين Vote_lcap 

 

 صور من حياة التابعين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 16, 2008 8:56 am

الحسن البصري

الحسن البصرى هو أبو يسار مولى الصحابى الجليل زيد بن ثابت كاتب وحى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمه خيرة مولاة أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها

درج الحسن البصرى فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وربى فى حجر زوجة من زوجة النبى صلى الله عليه وسلم

ولقد كانت أم سلمة رضى الله عنها من أكمل نساء العرب وأوفرهن فضلا وأشدهن حزما كما كانت من أوسع زوجات الرسول الكريم علما وأمن أكثرهن رواية عنه صلى الله عليه وسلم فقد روت ثلاثمائة وسبعة وثمانين حديثا عن النبى صلوات الله وسلامه عليه

وامتدت صلة الصبى المحظوظ بأم المؤمنين إلى أبعد من ذلك فقد أرضعته أم المؤمنين وبذلك غدت أم سلمة رضى الله عنها أما للحسن من جهتين فهى أمه بوصفه أحد المؤمنين، وأمه من الرضاع

وبذلك أتيح قرب الحسن من بيوت أمهات المؤمنين له أن يتخلق بأخلاقهن ويهتدى بهديهن

وتتلمذ الحسن على أيدى كبار الصحابة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمحيث روى عن:عثمان بن عفان وعلى ابن أبى طالب وأبى موسى الأشعرى وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضوان الله عليهم أجمعين

لكنه أولع بأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه فقد راعه منه صلابته فى دينه و إحسانه فى عبادته وزهادته بزينة الدنيا وزخارفها وعظاته التى تهز القلوب هزا فتخلق بأخلاقه فى التقى والزهاده ونسج على منواله فى البيان والفصاحة
ولما بلغ الحسن أربعة عشر ربيعا من عمره ودخل مداخل الرجال انتقل مع والديه للبصرة واستقر بها وهناك لزم المسجد وانقطع إلى حلقة عبدالله ابن عباس وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات كما أخذ عنه وعن غيره الفقه واللغة والأدب حتى غدا عالما جامعا فقيها ثقة فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير

*حدث خالد بن صفوان قال:
لقيت مسلمة بن عبد الملك فى الحيرة فقال لى :
أخبرنى يا خالد عن حسن البصرة
فقلت: فقلت أصلح الله أمير المؤمنين أنا خير من يخبرك عنه بعلم
إنه امرؤسريرته كعلانيته........وقوله كفعله
إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به ....
وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له...
ولقد رأيته مستغنيا عن الناس زاهدا بما فى أيديهم
ورأيت الناس محتاجين إليه طالبين ما عنده
فقال مسلمة :حسبك يا خالد !!
كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟!
ولقد عاش الحسن نحو ثمانين عاما ملأ خلالها الدنياعلما وفقها وحكمة
وكان من أجل ما ورثه للأجيال رقائقه ومواعظه التى هزت ومازالت تهز القلوب وتستر الشجون وتدل التائهين على الله وتنبه الغافلين إلى حقيقة الدنيا وحال الناس معها
من ذلك قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها :
تسألنى عن الدنيا والآخرة !!
إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب؛
متى ازددت من أحدهما قربا ازددت من الآخربعدا
وتقول لى صف لى هذه الدنيا!
فماذا أصف لك فى دارأولها عناء وآخرها فناء وفىحلالها حساب وفى حرامها عقاب
من استغنى فيها فتن،ومن افتقر فيها حزن
ومن ذلك أيضا قوله لآخر سأله عن حاله وحال الناس
ويحنا ماذا فعلنا بأنفسنا؟!
لقد أهزلنا ديننا وسمنا دنيانا....
وأخلقنا أخلاقنا ،وجددنا فرشنا وثيابنا
يتكئ احدنا على شماله ويأكل من مال غير ماله
طعامه غصب،وخدمته سخره ،يدعو بحلو بعد حامض
وبحار بعد بارد ،وبرطب بعد يابس
حتى إذا أخذته الكظة تجشأمن البشم وقال:
ياغلامهات هضوما يهضم الطعام.......
يأحيمق _والله_لن تهضم إلا دينك ؟!
أين جارك المحتاج أين يتيم قومك الجائع ؟!
أين مسكينك الذى ينظر إليك؟!
أين ما وصاك به الله عزوجل؟!
ليتك تعلم أنك عدد وأنه كلما غابت عنك شمس يوم نقص شئ من عددك ومضى بعضك معه.


موقع القصص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالخميس يوليو 17, 2008 1:02 pm

سفيان الثوري

في مدينة الكوفة، ولد (سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري) أحد الأئمة الأعلام
سنة 97هـ، وتفتحت عينا سفيان على الحياة، فوجد كتب الحديث والفقه تحيط به من كل جانب، فقد كان والده من العلماء الكبار الذين يحفظون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نشأ سفيان في أسرة فقيرة صالحة تعبد الله حق عبادته، وكانت أمه تنظر إليه وهو مازال طفلاً وتقول له: (اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير، فإن لم تَرَ ذلك فلا تتعبن نفسك).. فيالها من أم صالحة!! لا تفكر في الجاه ولا الثراء، ولكن كل ما كانت ترجوه لولدها أن يتعلم علمًا نافعًا يبتغي به وجه الله، وبدأ (سفيان) يتعلم ويجعل من والده قدوة صالحة له، ويستجيب لرغبة والدته التي أحبها من قلبه.

ومرت الأيام، وأصبح سفيان شابًّا فتيًّا، وفي إحدى الليالي أخذ يفكر ويسأل نفسه: هل أترك أمي تنفق علي؟ لابد من الكسب والعمل .. لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها، أحب إليَّ من أن أحتاج إلى الناس؛ فالمال ضروري للإنسان حتى ولو كان عابدًا زاهدًا، ومن أجل ذلك عمل سفيان بالتجارة، ولم يكن المال هدفه في الحياة، بل وهب سفيان نفسه للعلم وأخذ يتعلم ويحفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصبح في دنياه لا يطلب إلا العلم، فكان يقول: (الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم).

واشتهر سفيان بين الناس بعلمه وزهده وخوفه من الله، وظل طالب علم، متواضعًا يتعلم ويستفيد من الآخرين، يستمع إليهم، ويحفظ ما يقولون، وينشر ما تعلمه على الناس، يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويملي عليهم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان سفيان الثوري إذا لقي شيخًا سأله: هل سمعت من العلم شيئًا؟ ولقد منحه الله ذاكرة قوية فحفظ الآلاف من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان يحبها أكثر من نفسه.

كان ينصح العلماء ويقول لهم: (الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟!) وكان يقول: (إذا فسد العلماء، فمن بقي في الدنيا يصلحهم) ثم ينشد:
يا معشرَ العلماءِ يا مِلْحَ البلدْ
ما يصلح الملحَ إذا الملح فَسَدْ
وبمرور الأيام، كانت شهرة سفيان الثوري تزداد في بلاد الإسلام، ويزداد معها احترام الناس له، لخلقه الطيب، وعلمه الغزير، وحبه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، حتى إن أحد العلماء قال عنه: ما رأيت أحدًا أعلم من سفيان، ولا أورع من سفيان، ولا أفقه من سفيان، ولا أزهد من سفيان، وكان الناس يتسابقون إلى مجلسه ويقفون بباب داره في انتظار خروجه.. قال عنه شعبة وغيره: سفيان أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري.

ولذلك كان ينصح الناس قائلاً: أكثروا من الأحاديث؛ فإنها سلاح، وكان يتجه إلى الشباب الذي كان ينتظر خروجه من منزله ويقول لهم: (يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم) وكان سفيان لا يخشى أحدًا إلا الله، كثير القراءة للقرآن الكريم، فإذا تعب من القراءة وضعه على صدره، حريصًا على الصلاة في الثلث الأخير من الليل، وإذا نام قام ينتفض مرعوبًا ينادي: النار النار.. شغلتني النار عن النوم والشهوات، ثم يطلب ماء، فيتوضأ ثم يصلى فيبكي بكاء شديدًا.

عاش سفيان حياته كلها يدعو إلى الله، وكانت سعادته في هداية إنسان عاصٍ أحب إليه من الدنيا وما فيها، وعرض عليه أن يكون قاضيًا فهرب خوفًا من الحساب أمام الله، وأرسلت إليه هدايا الملوك والأمراء فرفضها، فعاش حياته لله، وفي سبيل الله، وبعد هذه الحياة الكريمة في خدمة الإسلام والمسلمين، مات سفيان الثوري بالبصرة في شعبان سنة 161هـ.

موقع الأسرة المسلمة[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر الدين

ناصر الدين


المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 13/07/2008
العمر : 28

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالأحد يوليو 20, 2008 3:54 pm

جزاك الله خيرا وبارك فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 4:26 pm

شكرا على مرورك الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 4:28 pm

طاووس بن كيسان


نتحدث اليوم عن عالم من علمائنا عظيم... وتابعي جليل... ورجل عظيم من رجالات التاريخ الإسلامي... عالم اليمن طاووس بن كيسان...
فتح الله عليه فبرع في العلوم الشرعية جميعاً... فله باع كبير في تفسير القرآن... وله قدم راسخة في رواية الحديث... حتى إنه ليقول لأحدهم: إذا حدثتك الحديث فأثبته لك فلا تسألن عنه أحداً...
وفي الفقه كانوا يقولون ما من أحد أعلم بالحلال والحرام من طاووس...
أدرك خمسين صحابياً، ثم صحب عبد الله بن العباس رضي الله عنه حبر الأمة وترجمان القرآن، فنال عنده حظوة ومكانة عالية...حتى كان يدخل على عبد الله بن العباس رضي الله عنه مع خواص الناس... وعالم آخر جليل مثل عطاء يدخل عليه مع العوام!!
وكان يقول فيه عبد الله بن العباس كلمة عظيمة... كان يقول: إني لأظن طاووساً من أهل الجنة!!!...
كان مولى فارسياً، يظن أنه ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، كان جميل الطلعة تاماً، بين عينيه أثر السجود يخضب بحناء شديد الحمرة... مرهف الحس، إذا مر في السوق لا يتحمل أن يرى تلك الرؤوس المشوية، كان يغشى عليه ويظل تلك الليلة أرقاًً!!!...
سلك مسالك الصالحين، وزكّى نفسه حتى ظهر ذلك وبان للناس... ويكفيك كلمة بن عباس لتعلم المقدار الذي وصل إليه...
قال عنه الزهري العالم الجليل: لو رأيت طاووساً علمت أنه لا يكذب...
قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن ومن سادات التابعين... مستجاب الدعوة
عن عمرو بن دينار قال: حدثنا طاووس ولا تحسبن فينا أحداً أصدق لهجةً من طاووس...
إن تزكية النفس تتم – بعد ترك المنهيات – هي بالإكثار من النوافل والمداومة على الذكر والدعاء... ولقد أخذ عالمنا طاووس بهما... ووصلنا عنه بعض الصور عن عبادته...
كان يجلس بعد صلاة العصر لا يكلم أحداً وابتهل في الدعاء...
وكان لا يترك قيام الليل... ولا ينام في السَحَر حتى ولو كان متعباً... بل كان يتعجب من رجل ينام في هذا الوقت المبارك... أتى طاووس رجلاً في السَحَر فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحداً ينام في السَحَر...
أوجّه هذا التوجيه المبارك – أيها الأخوة والأخوات – إلى نفسي أولاً... ثم إلى قارئ هذه الأسطر، لعلنا نسلك سلوك هذا العابد العالم فلا نترك هذا الوقت المبارك يفلت من أيدينا... وأسأل الله لي ولكم أن يمدنا بمدد من عنده، وقوة من لدنه، حتى نستيقظ في السحر ونخلو بربنا ونكون ممن قال الله تعالى عنهم: (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون))...
لقد أخذ طاووس بصيب وافر من العبادة حتى أثمرت تلك العبادة شخصية مسلمة متميزة...
حلف إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه البنية ما رأيت أحداً الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووساً...
وهناك قصة قد تكون مصداقاً لهذا الكلام:
حج سليمان بن عبد الملك، فخرج حاجبه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قال: ابعثوا إلي فقيهاً اسأله عن بعض المناسك... قال: فمرَّ طاووس فقالوا: هذا طاووس اليماني... فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: اعفني، فأبى... قال: فأدخله عليه... فقال طاووس: فلما وقفت بين يديه قُلتُ: إن هذا المجلس يسألني الله عنه... فقلتُ: يا أمير المؤمنين إن صخرةً كانت على شفير جُبٍّ في جهنم هوت فيها سبعين خريفاً حتى استقرت قرارها... أتدري لمن أعدها الله؟... قال: لا... ثم قال: ويلك لمن أعدها الله؟؟... قلتُ: لِمَن أشرَكَهُ الله في حُكمِهِ فجار... قال: فبكا لها سليمان...
وإليك بعض كلماته التي بثها بين أصحابه وتلامذته، التي إذا أردنا أن نشرح كل واحدة منها لأخذت منا صفحات وصفحات، ولكني أترك للقارئ المجال أن يتفكر في كلامه ويتخلص منه الفوائد والحكم:
قال طاووس: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه... حتى أنينه في مرضه...
البخل أن يبخل الإنسان بما في يديه... والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع...
ألا رجلٌ يقومُ بعشرِ آياتٍ من الليل فيصبح قد كُتِبَ له مائة حسنة أو أكثر من ذلك...
إن أكيس الكيِّس التقيُّ... وأعجز العجز الفجور... وإذا تزوج أحدكم فليتزوج في معدنٍ صالحٍ... وإذا اطلعتم من رجل على عملِ فَجَرَة فاحذروهُ، فإن لها أخوات...
قال طاووس: حلو الدنيا مُرُّ الآخرة... ومُرُّ الدنيا حلوُ الآخرة...
عن عبد الله بن طاووس قال: قال لي أبي: يا بُني صاحب العقلاءَ تُنسَب إليهم وإن لم تكن منهم... ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم... وأعلم أن لكل شيء غاية... وغاية المرء حُسنُ خُلُقِهِ...
قال عطاء: جاءني طاووس، فقال لي: يا عطاء... إياك أن ترفَعَ حوائِجَك إلى مَن أغلقَ دونَكَ بابَهُ، وجعلَ دونَكَ حجاباً... وعليك بطلبِ حوائجِكَ إلى مَن بابُهُ مفتوحٌ لك إلى يومِ القيامة... طلبَ منكَ أن تدعوه، ووعدَكََ الإجابة...
قال أبو عبد الله الشامي: قال أتيت طاووساً فخرج إليَّ ابنُهُ شيخٌ كبيرٌ فقلتُ: أنت طاووس؟ فقال: أنا ابنه... قلتُ: فإن كنتَ ابنَهُ فإنّ الشيخ قد خرف!! فقال: إن العالِمَ لا يخرف... فدخلتُ عليه، فقال لي طاووس: سل وأوجز، قلت: إن أوجزت أوجزت لك، قال: تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟؟ قلت: نعم..
قال: خف الله تعالى مخافةً لا يكون عندك شئٌ أخوفَ منه... وأرجِه رجاءً هو أشدُ من خوفِك إياه... وأحبَّ للناسِ ما تحبُ لنفسك...
ولقد حج طاووس بن كيسان أربعين حجة في حياته!!!... حتى أنه توفي وهو يؤدي هذه الفريضة في منى أو مزدلفة!!! ولكنه في مرة قام على صديق له مريض، يرعاه ويخدمه حتى فاته موسم الحج...
هنا نقطة ينبهنا إليها علماؤنا... وهي: هل قيامنا بالحج والعمرة مرات ومرات أمر ممدوح في عصرنا هذا؟؟
علماؤنا يقولون: لا... بل أن تقوم بالحج والعمرة المفروضتين ثم أن تلتفت إلى أمور أخرى ترعاها في مجتمعك وتنفق هذا المال الذي تضعه في حجاتك وعمراتك في إغناء فقير أو تكفل يتيم أو رعاية أرملة أو قضاء دين عن مديون أو دعماً للدعوة الإسلامية أو إنشاء مشروع فيه فائدة لمجتمعك هو أعظم أجراً عند الله... قرر ذلك شيخنا يوسف القرضاوي وأيد ذلك شيخنا محمد سعيد رمضان البوطي...
قد يكون هذا الأمر ممدوح لعالمنا وفقيهنا طاووس لأنه ربما رأى أن هذا أفضل عمل يقوم به، وأنه ليس عليه أي واجب آخر أهم منه، أو ربما لحاجة الناس أن يتعلموا المناسك في الحج... ولكننا نرى أن طاووس قد خدم مريضاً وقام على شؤونه ووضع الحج جانباً، لأن ما قام به هو أهم من حج النافلة... نسأل الله أن يفقهنا في ديننا...
قال أحدهم: مات طاووس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بالحرس قال فلقد رأيت عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب واضعاً السرير على كاهله... قال: فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه – من الزحام- توفي طاووس بالمزدلفة أو بمنى... فلما حُمِلَ أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر... رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر الدين

ناصر الدين


المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 13/07/2008
العمر : 28

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 4:54 pm

شكرا لك أخي صلاح الاسلام
ووفقك في دنياك وآخرتك
وتقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالخميس أغسطس 14, 2008 7:30 am

شكرا على هذا المرور الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الإسلام

صلاح الإسلام


المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

صور من حياة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور من حياة التابعين   صور من حياة التابعين I_icon_minitimeالخميس أغسطس 14, 2008 7:31 am

سعيد بن المسيب
الإسلام عزيز بك وبأمثالك أيها الرجل..إنك كالجبل الراسخ، وقفت في وجه الطغاة..علمتنا أن الحقَّ الأعزل قادر على أن يقف في وجه الباطل المدجج
بالسلاح، وأن المؤمن لا تزيده المحن إلا عزة وإيمانًا، أما الظالم فيرجع إلى
الوراء، يتخاذل ويتقهقر، يخشى سيف الحق وعزة الإسلام، فهنيئًا لك يا
سيد التابعين.
بعد مضي سنتين من خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه- ولد (سعيد بن المسيب) في المدينة المنورة؛ حيث كبار الصحابة، فرأى عمر بن الخطاب، وسمع عثمان بن عفان، وعليًّا، وزيد بن ثابت، وأبا موسى الأشعري، وأبا هريرة..وغيرهم، فنشأ نشأة مباركة، وسار على نهجهم، واقتدى بأفعالهم، وروى عنهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج بنت الصحابي الجليل أبي هريرة، فكان أعلم الناس بحديثه.
وهبه الله في نشأته الباكرة ذكاءً متوقدًا، وذاكرة قوية، حتى شهد له كبار الصحابة والتابعين بعلو المكانة في العلم، وكان رأس فقهاء المدينة في زمانه، والمقدم عليهم في الفتوى، حتى اشتهر بفقيه الفقهاء، وكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وهو المقدم في الفتوى بالمدينة آنذاك- إذا سئل عن مسألة صعبة في الفقه، كان يقول: سلوا سعيدًا فقد جالس الصالحين.
ويقول عنه قتادة: ما رأيت أحدًا قط أعلم بالحلال والحرام منه، ويكفي ابن المسيب فخرًا أن الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) كان أحد تلاميذه، ولما تولى عمر إمارة المدينة لم يقض أمرًا إلا بعد استشارة سعيد، فقد أرسل إليه عمر رجلاً يسأله في أمر من الأمور، فدعاه، فلبي الدعوة وذهب معه، فقال عمر بن عبد العزيز له: أخطأ الرجل، إنما أرسلناه يسألك في مجلسك.
وعاش سعيد طيلة حياته مرفوع الرأس، عزيز النفس، فلم يحنِ رأسه أبدًا لأي
إنسان، حتى ولو ألهبوا ظهره بالسياط، أو هددوه بقطع رقبته، فها هو ذا أمير المدينة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان يأمره بالبيعة للوليد بن عبد الملك، فيمتنع
فيهدده بضرب عنقه، فلم يتراجع عن رأيه رغم علمه بما ينتظره من العذاب، وما إن أعلن سعيد مخالفته حتى جردوه من ثيابه، وضربوه خمسين سوطًا، وطافوا به في أسواق المدينة، وهم يقولون: هذا موقف الخزي!! فيرد عليهم سعيد في ثقة وإيمان: بل من الخزي فررنا إلى ما نريد.
ولما علم عبد الملك بما صنعه والى المدينة لامه وكتب إليه: سعيد..كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه، وإنا لنعلم ما عنده من خلاف، وبعد كل هذا التعذيب الذي ناله سعيد جاءه رجل يحرضه في الدعاء على بني أمية، فما كان منه إلا أن قال: اللهم أعز دينك، وأظهر أولياءك، وأخزِ أعداءك في عافية لأمة محمد
صلى الله عليه وسلم.
صلى (الحجاج بن يوسف الثقفي) ذات مرة، وكان يصلى بسرعة، فلم يتم ركوع الصلاة وسجودها كما يجب، فأخذ سعيد كفًا من الحصى ورماه به، فانتبه الحجاج لذلك واطمأن وتمهل في صلاته، وكان ذلك قبل أن يتولى الحجاج الإمارة، ورفض سعيد أن تكون ابنته أعظم سيدة في دولة الخلافة الإسلامية؛ وذلك حين أراد الخليفة عبد الملك بن مروان أن يخطب ابنة سعيد لولي عهده الوليد، لكن سعيدًا رفض بشدة، وزوج ابنته من طالب علم فقير.
فقد كان لسعيد جليس يقال له (عبد الله بن وداعة) فأبطأ عنه أيامًا، فسأل عنه وطلبه، فأتاه واعتذر إليه، وأخبره بأن سبب تأخره هو مرض زوجته وموتها، فقال له: ألا أعلمتنا بمرضها فنعودها، أو بموتها فنشهد جنازتها، ثم قال: يا عبد الله تزوج، ولا تلق الله وأنت أعزب، فقال: يرحمك الله ومن يزوجني وأنا فقير؟ فقال سعيد: أنا أزوجك ابنتي، فسكت عبد الله استحياء، فقال سعيد: مالك سكت، أسخطًا وإعراضًا؟ فقال عبد الله: وأين أنا منها؟ فقال: قم وادع نفرًا من الأنصار، فدعا له فأشهدهم على النكاح (الزواج)، فلما صلوا العشاء توجه سعيد بابنته إلى الفقير ومعها الخادم والدراهم والطعام، والزوج لا يكاد يصدق ما هو فيه!!
وحرص سعيد على حضور صلاة الجماعة، وواظب على حضورها أربعين سنة لم يتخلف عن وقت واحد، وكان سعيد تقيًّا ورعًا، يذكر الله كثيرًا، جاءه رجل وهو مريض، فسأله عن حديث وهو مضطجع فجلس فحدثه، فقال له ذلك الرجل: وددت أنك لم تتعن ولا تتعب نفسك، فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله وأنا مضطجع، ومن احترامه وتوقيره لحرمات الله قوله: لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل، فهو يكره أن تصغر كلمة مصحف، أو كلمة مسجد أو كل كلمة غيرهما تكون لله تعالى إجلالا لشأنها وتعظيمًا.
ومرض سعيد، واشتد وجعه، فدخل عليه نافع بن جبير يزوره، فأغمى عليه، فقال نافع: وَجِّهوه، ففعلوا، فأفاق فقال: من أمركم أن تحولوا فراشي إلى القبلة..أنافع؟ قال: نعم، قال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة والله لا ينفعني توجيهكم فراشي، ولما احتضر سعيد بن المسيب ترك مالاً، فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها ديني، ومات سعيد سنة ثلاث أو أربع وتسعين من الهجرة، فرحمه الله رحمة واسعة.
موسوعة الأسرة المسلمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صور من حياة التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدانا :: أخبار الصالحين-
انتقل الى: