فهل لتلك الأيام عودة......................

رجال نخسرهم هم سمو فى الخلق و الآداب، نفتقدهم و لن نجد لهم بديلا، و كيف نرجو البديل و صناعة الرجال في زماننا هذا من أردء الصناعات

بين جيلين عاشوا تغير المجتمع و انتقاله النصف الدائري من الخيمة و راحلة الجمل إلى البناية الشاهقة و كرسي السيارة، مع ذالك حافظوا على سمتهم و خلقهم فلم يضف عليهم رخاء الحال شيئا لأنهم يعرفون أن هذا العمران و هذا التطور إنما هو من أمور الدنيا الزائفة و أنهم اشتروا نعيم الجنة و رهنوا أنفسهم للعمل لها......

تقلب الحال و صعدت أنجم في كبد السماء ثراء فاحش و مناصب و مراكز و ترسخت علامات الساعة ببناياتهم و أموالهم، من الجري و راء الماعز إلى الجري وراء المراكز و الثروات، وظل الشيوخ على ما عاهدتهم الأيام منذ أن تركهم الآباء إلى الآن، ، يصدق فيهم قول الشاعر:

ملأ السنابل تنحني بتواضع و الفارغات رؤوسهنٌ شوامخِ.

هؤلاء لن تعرف قدرهم حتى تمر السنون وترى أجيالا تماثلهم عمريا لكن لن تماثلهم في الطبع، فما نراه اليوم من تقاعس الشباب عن سيرة الشيب الأفاضل لا يبشر بخير، هذا شيء ينطبق علينا كلنا فقليل منا على نهج أباءه سائر، ستيقول البعض إنه تغير المجتمع و التطور و الحياة الاجتماعية و أطوارها فرضت على الجديد أتباع طريق آخر في المعاملات الانسانية و الاجتماعية، ألم يتغير المجتمع من قبل هو في ركب تطوري دائم رغم ذالك حافظ مجتمعنا على عاداته المتوارثة فلماذا نتهم التطور و الحداثة و العلة في أنفسنا نحن حيث لم نستطع تكييف وضعنا مع هذا التغير دون أن نمس من طابعنا الاجتماعي و علاقاتنا الأسرية المبنية على الاحترام و كل جميل الصفات.

ماذا سيكون حالنا مع ألجيال التي ستلينا هل سنحاكمهم بذنب أقترفناه قبل أن يقترفوه ، فما فرطنا فيه و ما سلم من التفريط سينمحي مع الجيل القادم و هكذا تترا حتى ينمحي تراث الآباء و لن يبقى شيئا إلا الذكريات لمن راوده الحنين لماضيه المفقود. لكن لا يثنيك ذالك عن السير وراء نهج السلف و اتباع أثرهم و البحث عنه ، طبعا ستغرد وحيدا خارج السرب، غريب، لكن طوبى لغرباء، نعم طوبى لك فأنت باتباعك للطريق القويم ستكون من تحدث عنهم الرسول في حديثه بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء زمان سيكون فيه الاسلام غريبا و القابط على الدين كالقابض على الجمر غريب بين بشر همه اللذة المال و الدنيا و الفخر و التفاضل بعصبية زائفة........

أعود إلى سير الأفاضل الماجدذكرهم ، فقد ملأ صبانا حديثهم و فعالهم، كيف جعلوا لهم بين الناس مقاما عليا ، لا بمال و لا منصب ، و لكن بذكر طيب و خلق حسن، غير أن الدهر بادرنا بفقدهم وترك فينا حسرة مفادها أنا لم نتعلم بما يكفي و لم نكن نبالي لجلساتهم فقد أخذنا الوقت بمفاتن صنيعه من تلفزيون و ألعاب.......

فهل لتلك الأيام عودة......................

المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 18/07/2008

بارك الله فيك

فهل لتلك الأيام عودة...................... Wh_75213

المساهمات : 89 تاريخ التسجيل : 07/07/2008

بارك الله فيك