يا نفس ما لك تكرهين الجنة؟
--------------------------------------------------------------------------------
بيتنا أو أرجوزتنا هي للصحابي الأنصاري الجليل الشهيد عبد الله بن رواحة يخاطب نفسه و هي على مسافة قربية من الجنة، كيف يا نفس تكرهين الجنة و ما فيها، أجابته فرفع سيفه و انطلق يجاهد حتى استشهد، نفسه تكره الحياة بقدر ما تحب الجنة عكسنا نشد في تلابيب الحياة و ما تغنينا إن قدم الممات.
عبد الله بن رواحة هو عبد الله ابن ثعلبة بن امرئ القيس الخزرجي شهد العقبة و أسلم مع سبعين من الأنصار ،وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضية وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر يبشر أهل العالية بما فتح الله عليه ، والعالية بنو عمرو بن عوف وخطمة ووائل . ليس له عقب ، وهو خال النعمان بن بشير بن سعد .
كان عبد الله بن رواحة يكتب في الجاهلية، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الموعد ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن قتل بمؤتة.
كان عبد الله بن رواحة شعرا منافحا عن الرسول صلى الله عليه و سلم، و كان يقول الشعر حتى نزلت أية الشعراء فكدر ذالك على الصحابي عبدالله إلى أن نزلت الآية التي بعدها مستثنية المؤمنين و من عمل الصالحات :" الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون "
في السيرة
"أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن طارق عن سعيد بن جبير قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد على بعير يستلم الحجر بمحجن معه عبد الله بن رواحة آخذ بزمام ناقته وهو يقول :
خلوا بني الكفار عن سبيله ××× نحن ضربناكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة انزل فحرك بنا الركاب قال يا رسول الله إني قد تركت قولي ذلك قال فقال له عمر اسمع وأطع وقال فنزل وهو يقول :
يا رب لولا أنت ما اهتدينا ×× ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ×× وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الكفار قد بغوا علينا
قال وكيع وزاد فيه غيره :
وإن أرادوا فتنة أبينا
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحمه فقال عمر وجبت .
قال عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد في حديثهما اللهم لولا أنت ما اهتدينا قال محمد بن عمر : إنما طاف عبد الله بن رواحة بالبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع وكان عبد الله بن رواحة شاعرا .
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عمر بن أبي زائدة عن مدرك بن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة : مررت في مسجد الرسول ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أناس من أصحابه في ناحية منه فلما رأوني أضبوا إلى يا عبد الله بن رواحة يا عبد الله بن رواحة فعلمت أن رسول الله دعاني فانطلقت نحوه فقال اجلس هاهنا فجلست بين يديه فقال كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول أنه يتعجب لذاك قال أنظر في ذاك ثم أقول قال فعليك بالمشركين ولم أكن هيأت شيئا قال فنظرت في ذلك ثم أنشدته فيما أنشدته :
خبروني أثمان العباء متى كنتم ×× بطاريق أو دانت لكم مضر
قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كره بعض ما قلت أني جعلت قومه أثمان العباء فقلت :
يا هاشم الخير إن الله فضلكم ×× على البرية فضلا ما له غيرُ
إني تفرست فيك الخير أعرفه ×× فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم ×× في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن ×× تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
قال فأقبل بوجهه مبتسما قال وإياك فثبت الله .
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيى بن عباد قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما نزلت ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله ( " الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون "."
بعث الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى غزوة مؤتة و أمر عليهم زيدا بن الحارثة فإن استشهد أمر بأن يرفع الراية جعفر بن أبي طالب ثم إن اسستشهد يرفعها عبد الله بن رواحة هكذا وصاهم الرسول الكريم و كان ما كان فاستشهد الأثنان فحمل عبد الله الراية و تقدم محرضا نفسه متحمسا للجنة فأرجز :
قال حين تقدم للراية :
يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حياض الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت إن تفعلي فعلهما هديت
يعني زيداً وجعفراً، ثم قال:
يا نفس ألا أراك تكرهين الجنة ×× أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه